الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

الجانب الصحي للمهاجرين #النبي_محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام، مع موضوع جديد من موضوعات فقه السيرة النبوية، مع التنظيمات التي نظمها النبي صلى الله عليه وسلم للمجتمع المسلم في أول كيان سياسي إداري للمسلمين.
الدين ليس عبادات فقط:
والناس اليوم إذا ذُكر الدين يتوهمون أنه عبادات فقط، تصلي، وتصوم، وتحج وتزكي، وانتهى الأمر، الدين هو الحياة، في بالدين تنظيم للعمران، في معالجة للأمراض في اتفاقيات، في إصلاح للدنيا، اعمل لآخرتك وأصلح دنياك.
نحن قد نفاجأ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة بدأ يعالج مشكلاتها، والدين حينما يعزل عن مشكلات المجتمع ينتهي، الدين يجب أن يعالج مشكلة البطالة، أزمة السكن، أزمة الزواج، تأمين فرص عمل، أن يعالج القضايا الصحية، العمرانية، الأعمال، التنظيم، هذا من الدين، الدين هو الحياة، وليس الدين عبادات تؤدى أداءً أجوفاً، وانتهى الأمر.
الجانب الصحي للمهاجرين بعد قدومهم إلى المدينة
1. حمّى يثرب:
أيها الإخوة، المهاجرون بعد قدومهم إلى المدينة أصيبوا بمرض شائع في المدينة اسمه حمى يثرب، هذه المدينة يثرب اشتهرت بهذا المرض، والمهاجرون حينما قدموا إلى المدينة هناك اختلاف مناخي وبيئي بين مكة والمدينة.
إذا كان أحدنا من سكان مينة من المدن الداخلية وذهب إلى الساحل قد لا يستريح، هناك رطوبة عالية جداً، وأبناء الساحل إذا جاؤوا إلى مدينة داخلية لا يستريحون، هناك جفاف في المناخ، فالإنسان مخلوق بإتقان رائع، حيث إنه يألف البيئة، ويتوافق معها، ويتكيف معها حتى تصبح البيئة جزءاً من كيانه، فإذا انتقل إلى بيئة أخرى شعر بحرج.
فأهل مكة، الأصحاب الكرام الذين هاجروا إلى المدينة اختلف عليهم المناخ، واختلفت عليهم البيئة، وفي الأصل في بالمدينة مرض اسمه حمى يثرب.
فصحة المهاجرين لم تتحمل هذا الوباء، وكان له آثار جسيمة على المهاجرين، حتى أوشك بعضهم أن يموت، لماذا أذاق الله النبي الفقير فصبر؟ أذاقه الغنى فأنفق، أذاقه القهر في الطائف فراجع نفسه مع الله عز وجل، أذاقه النصر في مكة فتواضع، أذاقه موت الزوجة السيدة خديجة فتألم وصبر، أذاقه موت الولد فصبر، وقال:
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإن عليك يا إبراهيم لمحزونون
[البخاري عن أنس]
وأذاقه أن بنته طلقت، وأذاقه الهجرة، والهجرة اقتلاع من الجذور، إنسان مستقر في بلد، صحته متوافقة مع هذا المناخ والبيئة، فينتقل فجأة إلى بلد يختلف في مناخه وفي بيئته عن بلده الأصلي.
2. لا لإهمال الصحة:
ويمكننا أن نتعرف إلى ما أصاب المهاجرين، ومن ثم ما اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم من مواقف وأعمال أدت إلى تحول المدينة من الوباء إلى الصحة.
ماذا نستنبط؟ مؤمن يهمل صحته أمرٌ مرفوض، صحتك رأس مالك، بل إن من لوازم عبوديتك لله أن تحترم قوانين الله في جسمك، تأكل ما تشتهي بلا ضابط، وبلا توجيه طبيب، ثم تفاجأ بمرض عضال، وتقول: إن الله قدر علي هذا المرض، هذا المرض نتيجة طبيعية لعدم الأخذ بالأسباب، المؤمن شخصية فذة، جسمه قوي، تفكيره واضح، معنوياته عالية، نفسيته طاهرة، بيته منظم، عمله منظم، مواعيده دقيقة، حساباته دقيقة، هذا الذي نتوهمه أنه مؤمن مهمل، ثيابه غير أنيقة، معاملته غير منضبطة، مواعيده غير منضبطة، هذه مشكلة كبيرة، لذلك الآية الكريمة:
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
[سورة الممتحنة الآية: 5]
لما تعامل إنسانا غير مسلم، تهمل مواعيدك، تأتي بعد ساعة، عملك غير متقن، حساباتك غير منضبطة، محلك التجاري ما فيه نظام أبداً، ولا نظافة، بضاعتك مهملة، أو بضاعة انتهت صلاحيتها، وتبيعها خطأ، وأنت مسلم !
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
الطرف الآخر يوم يرى المسلم مقصر، مواعيده غير صحيحة، صحته متردية أكله غير منضبط، بيته غير منضبط، أولاده مهملون، هذا الطرف الآخر يتشبث بكفره، من الذي أقنعه بكفره؟ المسلم المقصر، المسلم المقصر هو الذي يقنع الكافر بكفره.
3. الإسلام حياة شاملة:
فلذلك أيها الإخوة، الإسلام هو الحياة، الإسلام هو التفوق، لي كلمة أنا مقتنع بها، ولا تطالبوني بالدليل:
الآن في هذا العصر بالذات، إن لم تتفوق في دنياك فلا يحترم دينك، طبيب من عام 58 ما قرأ كلمة في الطب بعد ما تخرج، وهو مسلم من رواد مسجد، وفي العالم الغربي الطبيب إن لم يحضر في العام الواحد ثلاث مؤتمرات لا يسمح له بمزاولة حرفته، من عام 58 لم يقرأ كلمة، كله على القديم، يقول لك: أنا تلميذ الشيخ الفلاني، خير إن شاء الله ، الآخر متفوق، أنا أقول لكم كلاما من واقع مؤلم، مؤمن سبهللا، غير متقن لعمله، غير متقن لمواعيده، لا يعتني بصحته إطلاقاً، بيته سائب، أولاده في الطريق، زوجته عند الجيران دائماً، هو مسلم؟ لا أبداً.
الآن تفاجؤون أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة أسس مجتمعًا منظّمًا، عالج مشكلات المدينة الصحية، والعمرانية، وعالج الخدمات، إذاً: النبي عليه الصلاة والسلام بمواقفه وأعماله حول المدينة من الوباء إلى الصحة.
4. شكوى الصحابة من الحمى ودعاء النبي بإذهابها:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ـ فيها مجموع أمراض، في مقدمة هذه الأمراض الحمى ـ فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم، فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه، قالت: فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة، وبلال مع أبي بكر في بيت واحد فأصابتهم الحمى، فدخلت عليهم أعودهم، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب
الحجاب حق من صلب الدين.
بالمناسبة في فرنسا ظنوا أن الحجاب رمز إسلامي، فمنعوا كل الرموز الدينية ، اليهود يضعون قبعة على رؤوسهم، والحجاب ظنوه رمزاً إسلامياً، أنا كان تعليقي أن الحجاب ليس رمزاً، بل هو جزء من الدين.
السيارة المشهورة التي لها علامة ثلاثة خطوط المرسيدس، هذه الإشارة في مقدمة السيارة رمز لها، لكن مكبح السيارة ليس رمزاً للسيارة، بل هو جزء أساسي منها، فلو ألغيت هذه الشارة تبقى السيارة سيارة، أما إذا ألغي المكبح كان الحادث حتميًا.
هذا كلام دقيق، الحجاب في الإسلام كالمكبح للسيارة، أما أن نظنه رمزاً يمكن أن نلغيه فهذا كلام في جهل كبير.
قالت:
وبهم لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك – أيْ ألم المرض- فدنوت من أبي بكر فقلت له: كيف تجدك يا أبتِ؟ فقال: كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله ـ يعني على وشك الموت، هذه الهجرة، دُفع ثمن باهظ ـ
قالت: فقلت: والله ما يدري أبي ما يقول، ثم دنوت من عامر، فقلت له: كيف تجدك يا عامر؟ قال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه***إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مــجاهد بطوقه***كالثور يحمي جلده بروقه
كان سيدنا الصديق ومولاه عامر وبلال في حالة يرثى لها،
قالت: فقلت: والله ما يدري عامر ما يقول، قالت: وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت، ثم رفع صوته فقال:
ألا ليت شعري أبيتن لـيلة***بواد وحـولي إذخر وجـليل
لا وهل أردن يوما مياه مجنة***وهل يبدون لي شامة وطفيل
ثلاثة رجال في حالة مرض شديد، وهم على وشك الموت،
قالت عائشة رضي الله عنها:
فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم، فقلت: إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى، قالت:
فقال عليه الصلاة والسلام:
اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة
إخواننا الكرام، الدعاء أكبر سلاح يملكه المؤمن، الدعاء سلاح المؤمن،
اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، أو أشد
لذلك تروي السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج من مكة إلى المدينة مهاجراً
قال: يا رب، إني تركت مكة، وهي أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك
فسكن في المدينة، وهي بنص الحديث أحب بلاد الله إلى الله.
قال: وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل وبائها إلى مهيعة
مكان بعيد،
وعن عبد الله بن عمر بن العاص
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمى المدينة، حتى جهدوا مرضاً، وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى كانوا ما يصلون إلا وهم قعود من شدة الوعك
من هاتين الروايتين يتضح أن شدة بالغة أصابت الصحابة الكرام في المدينة المنورة، والدعاء لم يُعرف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أي انفصال بين القول والعمل.
معالجة أسباب الحُمّى:
المعالجة لم تقتصر على الدعاء فقط بل أرفق ذلك بالعمل، موطن الشاهد، أنت لك أن تدعو الله، أن تنجح في الامتحان ما لم تدرس الدعاء استهزاء بالله عز وجل، أنت لك أن تدعو الله، ولكن الدعاء لا يقبل إلا إذا أخذنا بالأسباب.
تراجع المركبة قبل السفر مراجعة كاملة، وتقول يا ربي أنت الحافظ، وفقني في هذا السفر، سلمني في هذا السفر، أما ألا تراجع المركبة إطلاقاً، وتسأل الله السلامة من دون أخذ بالأسباب فلا !!!
سيدنا عمر رأى أعرابياً معه جمل أجرب، قال:
يا أخا العرب، ما تفعل بهذا الجمل؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، فقال له سيدنا عمر: هلا جعلت مع الدعاء قطراناً؟
من اكتفى بالدعاء، ولم يأخذ بالأسباب لم يفهم الدين، الابن حرارته 41، يا رب اشفه، لا بد أن تأخذه إلى الطبيب، وتشرف بنفسك على تلقي الدواء، تدفع صدقة، وبعد هذا تقول: يا رب أنت الشافي، ولا شافي إلا أنت.
فيجب أن يسبق الدعاء أخذ بالأسباب، والمشكلة أيها الإخوة أن الغرب أخذ بالأسباب واعتمد عليها، والشرق لم يأخذ بالأسباب أصلاً، فالغرب وقع في الشرك، والشرق وقع في المعصية، ومن الأعمال التي قام بها والتي انتهت بتخليص المدينة من وباء الحمى التي كانت معروفه به:
1. تغيير بعض التصرفات الشخصية :
نحن نتوهم، ما معنى إنسان دين؟ يعني أنه متوكل على الله، الفاكهة يأكلها قبل أن يغسلها، سمِ الله، لا يضر مع اسمه شيء، هذا غير إسلامي، يقول عليه الصلاة والسلام:
من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه
[أخرجه الطبراني عن سلمان]
من أكل فاكهة من دون أن يغسلها فهو مؤاخذ، لما كان يشرب الماء يقول:
أبن القدح عن فيك
[رَوَاهُ التِّرمِذِيّ عن أبي سعيد الخدري]
لأن الزفير ينقل بعض الأمراض،
ما شرب من إناء فيه ثلمة
لأن هذه الثلمة تتوضع فيها الجراثيم،
يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء،
فكان دعاءه هذا مقروناً بالعمل وإعداد الأسباب.
بصراحة هل هناك إنسان على وجه الأرض أحق بالنصر من سيد الخلق؟ ومع ذلك في الهجرة أخذ بكل الأسباب، هيأ إنساناً يمحو الآثار، وهيأ إنسان يأتيه بالأخبار، وهيأ إنسان يأتيه بالزاد، وسار باتجاه معاكس للمدينة، وقبع في غار ثور أياماً ثلاثة، ثم استأجر دليلاً رجح فيه الخبرة على الولاء وأخذ بكل الأسباب، هذا هو الدين.
في التجارة، في الصناعة، في الزارعة، في الوظيفة يجب أن تأخذ بكل الأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
2. إزالة المسببات:
السيدة عائشة تقول:
وقدمنا المدينة، وهي أوبأ أرض الله، وكان بطحان يجري نجلاً، أي بماء آسن ملوث، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح الماء يجري عذباً
فالنبي نهى الناس عن رمي الأوساخ في النهر، أو التبول فيه، ما عاد الماء ملوثا، توقفت الأمراض، أصبح هذا الوادي فيه ماء نقي.
إخواننا الكرام، حينما كنت صغيراً أذكر أنّه كان في مدينتنا نهر معظم أهل المنطقة يشربون منه، كان هناك دين، ما أحد يلقي فيه شيئاً، الآن مياه سوداء، كلما قوي إيمان الإنسان يحافظ على البيئة، وكلما ضعف إيمانه يلوث البيئة.
أمر النبي الكريم بالابتعاد عن المساكن في إلقاء الفضلات، وجعل لها أماكن مخصصة تدعى المناصع، بعيداً عن المساكن، هذه تنظيمات، الدين حياة، الدين نظافة، الدين نظام، الدين صحة، الدين وقاية من الأمراض، المسلم بتصور الناس مهمل، ما فيه نظافة، ولا نظام، ولا موعد، ولا إتقان بالعمل.
3. النظافة أحد أسباب الصحة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تنظفوا بكل ما استطعتم، فإن الله تعالى بنى الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف
[الطبراني في المعجم الأوسط عن عائشة]
والآن ثبت أن النظافة أحد أسباب الصحة، وهناك أمراض كثيرة سماها العلماء أمراض القذارة، وفي العالم الآن 300 مليون إنسان مصاب بمرض القذارة، حيث يكفي أن يدخل إنسان إلى دورة المياه، وبعد ما انتهى ما نظف نفسه تماماً، لو كان معه وباء كبدي قاتل يمكن أن ينقل المرض إلى 300 إنسان من رواد المطعم، فالنظافة أحد أسباب الصحة.
فالنبي عليه الصلاة والسلام حض على الطهارة بشتى مجالاتها، طهارة النفس وطهارة الجسم، طهارة اللباس، والسكن.
4. من التوجيهات النبوية:
لذلك دقق في بعض التوجيهات:
لا يجوز التبول في مهب الريح، لأن البول يعود على الإنسان بفعل الرياح، ولا في الماء الراكد، ولا في ماء قليل، ولو كان جاريا، الماء القليل الجاري محرم البول فيه، أو في كثير أيضاً، ولا في المقابر احتراماً للموتى، ولا في الطرقات.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل
[أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم، والبيهقي، عن معاذ]
نبع ماء صافٍ تقضي حاجة جانبه؟ ويرتاده الناس ليشربوا ! وفي قارعة الطريق وفي الظلال، ظلال الأشجار، ولا يجوز أن يبول المرء تحت شجر مثمرة.
النظافة في الإسلام مجسدة في شخص النبي:
أريد أن أعطيكم فكرة عن نظافة النبي، وعن أناقته، وعن ذوقه الرفيع، أمامه طبق تمر، فأخذ تمرة وأكلها، ما الذي يجري عادة؟ بعد أن يأكلها يمسك بالنواة، ويضع النواة على طرف الخوان، إصبعاه أخذا شيئاً من لعابه الشريف، أخذ النواة من فمه محاطة باللعاب، ومسكها بإصبعه، لو مسك تمرة ثانية وجدها قاسية جداً فتركها، وأكل الثالثة، ما الذي حصل؟ انتقل لعابه الشريف إلى تمرة لم يأكلها، كيف كان يأكل التمر؟ كان يضع النواة على ظهر أصابعه ، وتبقى أصابعه جافة، أرأيت إلى هذا الذوق؟ هكذا الذوق.
كان عليه الصلاة والسلام يُعرف بريح المسك،
كان يقول: نظفوا أفنيتكم، تدخل بيتا نظيفا،
والله دخلت مرة إلى بيت في بلدة بإحدى القرى، والله بيت متواضع جداً بغير إسمنت، لبن وطين، لكن طلاءه جيد، فيه نظافة، فيه ترتيب، شيء لا يصدق، المؤمن نظيف ومرتب، ولو كان بيته متواضعا، أحياناً هناك أناقة، وتناسب ألوان، ونباتات بقياس واحد كلها، أوعيتها كلها مطلية بطلاء واحد، شيء جميل.
فالنبي عليه الصلاة والسلام هكذا قال:
إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم
[أخرجه الترمذي عن سعد]
أيها الإخوة، أنا أبين لكم ماذا فعل النبي في المدينة، جعل الإسلام هو الحياة جعل النظافة، والنظام، والخدمات، جعلها في أعلى مستوى، لذلك هذه الحمى التي كانت من علامات المدينة، حمى يثرب تلاشت، هو دعا وأخذ بالأسباب، وبعدئذٍ توكل على رب الأرباب.
والحمد الله رب العالمين
منقول عن: السيرة – فقه السيرة النبوية – الدرس (49-57) : التنظيمات الإدارية في المدينة
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2006-12-16 | المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق