الأربعاء، 27 يوليو 2016

آداب #النبي_محمد صلى الله عليه وسلم مع جلسائِهِ #أخلاق_النبي



بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي سيرته صلى الله عليه وسلم مع جلسائِهِ وآدابِهِ معهم :
1 ـ دائم البِشر :
قال الحُسين رضي الله عنه :
سألت أبي علي رضي الله عنه عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائِهِ
فقال :
كان عليه الصلاة والسلام دائِمَ البِشرِ
أي طلق الوجه، المؤمن طلقُ الوجه، لا تحقِرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاكَ بوجهٍ طلق، أحياناً ربُّ العمل إذا كان طليقَ الوجهِ يبعث الطمأنينة والحماس فيمن حوله، وإذا كان عبوساً قمطريراً يبعثُ الخوفَ والقلقَ والحُزنَ والتشاؤم فيمن حوله، فالنبي عليه الصلاة والسلام كانَ دائِمَ البِشرِ أي أنَّ الابتسامة اللطيفة لا تُفارق مُحيّاه، والابتسامة عملٌ صالح، تبسُمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقة، وهناكَ أُناسٌ يضنونَ بالبسمة، يضنونَ بالكلمة الطيبة، يضنونَ بشيء لا يُكلفُهم شيئاً ولكن نفوسُهم الشيحة . .
2 ـ سهل الخلق :
دائِمَ البِشرِ سهلَ الخُلُقِ، أي لا يُحبُ المشاحنة :
غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلا إِذَا بَاعَ، سَهْلا إِذَا اشْتَرَى، سَهْلا إِذَا اقْتَضَى
[البيهقي عَنْ جَابِرٍ]
ليسَ عنيداً، ليس مشاحناً، ليسَ قاسياً، أميل إلى اللين . ليّنَ الجانب أي من عامله أحبه، قيلَ في النبي عليه الصلاة والسلام :
من رآه بديهةً هابَهُ ومن عامله أحبَهُ
3 ـ متواضع :
متواضع؛ قد يأنس به الصغير، ويسعد به الكبير، ويستعظمه العظيم، ويُحبه القريب، ويشتاق له البعيد .
4 ـ ليس بفظ :
ليس بفظٍّ . . هناك إنسان فظ . .
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
[سورة آل عمران : 159]
كلمته قاسية يقول له : أنت لاتفهم . . . أعتقد أنَّ الأمر على خِلاف ما ذكرت . . . كاذب . . هذه فظاظة . .، ألا ترى معي أنَّ هذه الرواية عليها مآخذ ؟ سيدنا عمر كان يمشي في الطريق فرآى أُناساً يوقِدون ناراً فقال :
السلام عليكم يا أهلَ الضوء
ولم يُقل : السلام عليكم يا أهلَ النار . . هناك لُطف . .، ربنا عزّ وجل قال :
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
[سورة المؤمنون : 5-7]
هل هذه العبارة تخدشُ حياء الإنسان ؟ هل هذه العبارة مما تُحرج المُتكلّم ؟ يقول : لا حياء في الدين !! من قال لك ذلك ؟ الدين كُلُهُ حياء، كُلُه أدب، كُلُه خجل . . لا حياء في الدين . . لا . . من لا حياءَ له لا إيمانَ له، الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفِعَ الآخر .
5 ـ ليس بغليظ :
ولا غليظ . . أحياناً يلتقي شخص في الطريق بشخص آخر يسأله أين ذاهب ؟ فيقول له : مشوار، فيُريد هذا الشخص أن يُحقق معه ماذا يعمل ؟ أين يسكن ؟ ما اسمه ؟ وكلما سكت يسأله ويُضيّق عليه، قد يكون له وضع خاص . . هذه غلاظة . .، ليسَ بفظٍ ولا غليظ .
6 ـ ليس بصخّاب :
ولا صخّابٍ، أي هناك أُناس صوتهم مرتفع يُسمى عِندَ العوام على الموجة العالية، الصوت المنخفض سُنّة نبوية :
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)
[سورة لقمان : 19]
7 ـ ليس بفحّاش :
ولا فحّاشٍ، أي مزاحه كلُهُ مغشوش، وكل مزاحه متدن، أي في مجلس إذا كان الوالد مع ولده تجد الابن قد ذابَ خجلاً من والده، واحمرَّ وجهه لأنه يتكلّم عن العورات، وبالعلاقات الشائنة بين الجنسين، ويقوم ويُمثّل . . هذا فحّاش . .، اللهمَّ صلِّ عليه ليسَ بفظٍ ولا غليظٍ ولا صخّابٍ ولا فحّاشٍ .
النبي الكريم رأى أحد بناته أو أحد نسائه ترتدي ثوباً رقيقاً فقال :
لا تلبسي هذا الثوب إنه يصفُ حجمَ عظامِكِ
ماذا يتكلّم عليه الصلاة والسلام ؟ أي شيء يذكره عن المرأة يُثير- إنه يصفُ حجمَ عظامِكِ، انظر لكلمة عظام هل تُحرَك شيئاً، شاعر تغزّل بفتاة اسمُها سلمى فأخذَ عليه النُقّاد مآخذ كثيرة، قال :
إنَّ سلمـى خُلِقت من قصبِ السُـــــــــكر لا عظم الجمل
وإذا قدّمت منها بصلا ً غَلَبَ المِسكُ على ريح البصل
ما هذا الغزل الذي فيه بصل وعظم جمل ؟ أي يتنافر، قال :
لا تلبسي هذا الثوب إنه يصفُ حجمَ عظامِكِ
لم يكُن فحّاشاً أبداً، وربنا عزّ وجل قال :
(أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً)
[سورة النساء : 43]
انظر لكلمة لامستم النساء :
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24))
[سورة النور : 24]
الجلود كنّى بها الله سبحانه وتعالى عن شيء ينبغي ألا يُذكر :
(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
[سورة فُصلّت : 21]
دقة القرآن الكريم، روعة بيانه، صياغته اللطيفة، أحياناً الإنسان . . . . مجلة مثلاً يستفيد منها الأهل للخياطة فيها صور شائنة تُسبب حرجاً في البيت لابُدَّ من مقص للرقابة يقص هذه الصور أحياناً، أمّا كلام ربنا عزّ وجل كائناً من كان يقرأه فليسَ فيه شيء يخدش الحياء، فالإسلام ليسَ فيه حياء !!؟ الإسلام كله حياء، هذا الذي يذكر العورات تحت ستار لا حياء في الدين فهذا يجهل الدين، يجهل حقيقة الدين .
8 ـ ليس بعيّاب :
ولا عيّابٍ، شخص اشترى طقماً غالياً، إذاً القماشة غالية والخياطة ممتازة، يقول له شخص آخر : الخياطة غير جيدة، الساعد لم يُخيّط بشكل جيد، فخجل بنفسه، فلا همَّ له إلا أن ينتقد، أينما وقع بصره ينتقد، هذا الإنسان لا يوجد عنده لباقة .
9 ـ ليس بمشاحن :
ولا مُشاحن وفي رواية ولا مدّاحٍ، أحياناً الإنسان يمدح الحاجة أكثر من الحد الطبيعي، فماذا يحدث ؟ يبدو أنَّ هذا الإنسان مُحبٌ للدنيا، أي إذا مدحت شيئاً فكُن مُعتدلاً في مدحِك، إذا مدحت الشيئء فوقَ الحد المعقول شكَّ الناس في توازِنك .
10 ـ ليس بمزّاح :
ولا مزّاحٍ، هناك شخص أربعة أخماس كلامه مُزاح لا تعرفه جاداً أو أنه يمزح، طبعاً هذا مما يُسببُ حرجاً .
” من كثر مزاحُهُ قلّت هيبته ”
ليس معنى ذلك أنَّ المُزاح حرام، كان عليه الصلاة والسلام يمزحُ ولا يمزحُ إلا حقاً، مرةً أمسكَ بأحد أصحابِهِ من وراء ظهره، وقال :
من يشتري هذا العبد ؟
فقال هذا الصحابي :
إذا تجدني كاسداً ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :
أنت عندَ الله لستَ بكاسد
مرةً قال لصحابي :
أبشر بدخول الجنة
فقال الثاني :
وأنا ؟
الثاني أحرجه، الأول في مستوى الجنة، فقال له :
سَبَقَكَ بِها عُكاشة
جواب بمنتهى اللُطف .
11 ـ يتغافل عما لا يشتهي :
يتغافل عمّا لا يشتهي، في مجلسه صحابي تكلّم كلمة كان يجبُ ألاّ يقولها فلا يُعلّقُ عليها، يتغافل عنها كأنه لم يسمعها، إنسان تجشأ فعل ذلك كثيراً فقال له :
كُفَّ عنّا جشأكَ
يتغافل عمّا لا يشتهي، لا تحمروا الوجوه، لا تُحرج الناس، غلط وندم على الغلط فكأنه لم يقلها .
12 ـ لا ييئس منه راجيه :
ولا ييئس منه راجيه، أي إذا رجاه إنسان كان موطن راجيه، ولا يخيبُ فيه راجيه .
13 ـ يترك المراء و الإكثار و ما لا يعنيه :
قد تركَ نفسه من ثلاث :
من المِراء : قال : سمعت هذا بركان كولومبيا قتل خمسة وثلاثين ألف شخص خلال يومين، يقول الآخر : غير معقول أنا سمعت خمسة عشر ألف فقام الخِلاف بينهما . . . . . هذا المِراء، فهذه ليسَ لها علاقة بالدين، مررها له، خمسُة وثلاثون، هناك شخص عنيد يبقى على نِقاش حتى يقوم بتفشيل صاحبه . . هذا مِراء . .، أما لو كانت القضية خِلافية في الدين فالسكوت عنها لا يجوز، أمّا القضية فإخبارية .
والإكثار : هناك شخص نفسه محور العالم أو محور الحاضرين . . سافرت وعدت وبعت واشتريت وسكنت، وكأنهُ فقط هو الذي يجلس في المجلس، فهذا الذي يجلس بجانبك ليس بتاجر، أنت تتكلم عن رحلاتك وصفقاتك وفي أي فندق نزلت و . . . . . . فهذا لا يهم الحاضرين بل يتضايقون منه، فهو يجب أن تكون حركاته وسكناته محور الحديث كله . . هذا الإكثار . .،
كان عليه الصلاة والسلام لا يتحدث عن نفسهِ إطلاقاً، وما لا يعنيه .
14 ـ لا يذمُّ أحداً ولا يعيبُهُ ولا يطلبُ عورته :
وتركَ الناسَ من ثلاث : كان لا يذمُّ أحداً، ولا يعيبُهُ، ولا يطلبُ عورته . . سمعنا البارحة الجار الفلاني قد تشاجر مع زوجته ما السبب يا تُرى ؟
الشخص الفلاني لم يُنجب أولاداً فيا ترى منه أم من الزوجة ؟
ليس لكَ علاقة بكل هذه الموضوعات .
15 ـ لا يتكلّمُ إلا فيما رجى ثوابُهُ :
ولا يتكلّمُ إلا فيما رجى ثوابُهُ، والدارُ لهوٌ، والذين هم عن اللهو معرضون،
وقال العلماء :
كل ما سِوى الله لهوٌ
16 ـ إذا تكلم أطرق جلساؤه :
وإذا تكلّم أطرقَ جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، كان له هيبةً شديدة ومحبة فإذا سكتَ تكلّموا، حيث أنه يتكلم فالكل له مستمعون، غير ممكن أن يُقاطعه إنسان إلى أن يسكت ويقول : يافُلان تكلم فيتكلّم، أمّا الشخص فيُقاطعُك أول مرة والثانية والثالثة ويقول لك “من غير قطع لحديثك “، فإذا سكت تكلّموا لا يتنازعون عنده الحديث، من مكانته العليّة عند أصحابِهِ لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلّمَ عِنده أنصتوا له حتى يفرغ، من حق الأخ على أخيه أن يستمع له، حديثهم عنده حديث أولهم، دائماً التفوق والسبق والفوز . . حديث أولهم . . وليس حديث الضِعاف وحديث الكُسالى بل حديث المتفوقين السابقين السابقين .
17 ـ يضحك مما يضحك منه أصحابه :
يضحك مما يضحكون منه، أحياناً وهذه تحدث مع المدرس، الطالب تصرّف تصرفاً مضحكاً فالطلاب ضحكوا . . المدرس لا . .، اضحك معهم حيث أنَّ الموقف مُضحك والطلاب ضحكوا ضحكة بريئة فكُن أنت طبيعياً واضحك معهم، إذا المدرس ضحك مع طلابه صار هناك شيء من الأُلفة، أمّا الشيء مُضحك فعلاً والمدرس بقي ساكتاً، عبوساً قمطريراً، فصار هناك تفلُت، كان عليه الصلاة والسلام يضحكُ مما يضحكون منه . . جُبران خاطر أحياناً، شخص روى لكَ نكتة فلم تضحك فشعر بنفسه بالخجل، أي أنها ليست مضحكة، لو لم تكُن مُضحكة اضحك ضحكة خفيفة كي لا يخجل بنفسه .
18 ـ يتعجّب مما يتعجب منه أصحابه ويصبر للغريب على الجفوة :
ويتعجّب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة، قال : اعدل يا مُحمد، قال :
ويحك من يعدل إن لم أعدل ؟
أي عليه الصلاة والسلام تحمله، أحدهم قال له: أعطني مما أعطاكَ الله فأعطاه
وسأله هل أحسنت إليك ؟
فأجاب لا أحسنت ولا أجمِلت، فأصحابه الكِرام كادوا يثبون عليه فقال لهم النبي :
دعوه لي
أخذه إلى البيت وزاده عطاءً وسأله هل أحسنتَ إليك ؟
فأجاب نعم أحسنتَ وأجملت، فقال له النبي :
لقد سألتنا فأعطيناك فقُلت ما قُلت وفي نفسِ أصحابي شيء فإذا خرجت لعندهم الآن فقُل لهم مِثلَ ما قُلتَ لي
خرجَ النبي مع هذا الأعرابي وقال :
إنَّ هذا الرجل جاءنا فسألنا فأعطيناه
فقالَ الذي قال فلمّا زِدناه رضي، أكذلك يا أعرابي ؟ قال : نعم أحسنتَ وأجملت وانصرف،
قال :
مَثَلَي ومَثَلُ هذا الأعرابي كمَثَلِ رجل له ناقةٌ شردت منه فجعَلَ أصحابَهُ يتبعونها حتى زادوها شروداً فقال : خلّوا بيني وبينها، فطلبها وأعطاها بعض خشاش الأرض إلى أن لانت، فقال لو تركتكم وشأنكم لهلكتُم وهَلَكت
انظر للرِقة . . كان عليه الصلاة والسلام يصبر للغريب، أحياناً يدخل أخ جديد ويقول : السلام عليكم، هذه خِلاف الأصول الإسلامية حيث أنه في مجلس العِلم لا يوجد سلام، فإذا قال له أحدهم بصوت خفيف : وعليكم السلام يكون قد خففَ من خجلِهِ . . هذا غريب لا يعرف . .، أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أثناء الصلاة عطس فقال له الآخر : يرحمكم الله، فأصحاب رسول الله ضربوا على أرجلِهم فخاف هذا الرجل وبقي بخوف شديد حتى انتهت الصلاة طلبه الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له :
إنَّ هذا الكلام لا يصحُ في الصلاة
فقال هذا الأعرابي فوالله ما رأيت معلماً أحكمَ منه والله ما كهرني ولا نهرني . . إنه لا يعرف .
أحياناً يأتي طفل ليُصلي أول مرة في الجامع فلا يعرف أن يقف، فيُقال له : عُد للخلف يبقى مُعقّداً، قال لي شخص : أنا الدين كله أحببته حيث دخلت إلى الجامع منذ صَغري وكنت قد اشتريت حذاء جديداً وعندما خرجت لم أجده فبكيت ” الجامع في سوق الحميدية ” فشاهده تاجر وسأله فقال له ما جرى، فقال التاجر له : تعال واشترى له حذاء بدلاً منه، هذا الموقف مع هذا الطفل الصغير طيلة حياته يُحب الصلاة، طفل دخل إلى الجامع قُم بتدليله وإكرامه وإذا صلّى في الصف الأول ما المانع ؟؟ أحياناً يجلس على قدميه فينهره شخص ويقول له : اجلس جيداً . . ليست هذه في الأساس الدعوة إلى الله . . هذه فظاظة . . من أمرَ بمعروف فليكن أمره بمعروف، هذا الطفل عبد الإحسان، عليه الصلاة والسلام كان يتصابى للصبيان قال :
من كان له صبيٌ فليتصاب له
إذا مرَّ في الطريق وكان فيه صبيان يقول :
السلام عليكم يا صبيان
فلذلك كان عليه الصلاة والسلام يصبر للغريب على الجفوة في منطقِهِ ومسألتِهِ حتى إن كان أصحابهُ ليستجلبونهم ويقول :
إن رأيتم طالِبَ حاجةٍ فأرسلوه
19 ـ لا يقبل الثناء إلا من مُكافئ :
لا يقبل الثناء إلا من مُكافئ، إنسان سفيه يمدحه لا يرضَ ذلك، يقبل الثناء من إنسان بمستواه راق، لأنَّ مدح السفيه سفاهة، ومدحُ السفيه إهانة .
20 ـ لا يقطع على أحدٍ حديثه :
ولا يقطع على أحدٍ حديثه، قال : وتراه يُصغي للحديثِ بسمعِهِ وقلبِهِ ولعلّه أدرى بِهِ حتى يجوز – أي يجاوز الحق – فيقطعه بنهيٍ أو قيام .
والحمد الله رب العالمين
منقول عن:
الفقه الإسلامي – موضوعات متفرقة – الدرس 21 : مسالك الشبهات – شمائل النبي صلى الله عليه وسلم | المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق