الأحد، 31 يوليو 2016

لقطات من حياة النبي الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم
لقطات من حياة النبي الكريم :
أخواننا الكرام، النبي الكريم له مواقف تحير العقول، الأنصار بعد غزوة حنين، وجدوا على أنفسهم تجاه النبي الكريم، من قسمته للغنائم، الآن اسمعوا هذه اللقطة من حياته: جمع الأنصار وقال: مقالة بلغتني عنكم، جاءه سعد بن عبادة، قال:
يا رسول الله، إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم – هم حزنوا في توزيع هذا الفيء-
قال:
أين أنت منهم يا سعد؟
قال:
ما أنا إلا من قومي،
قال:
اجمع لي قومك
فجمعهم،
قال:
يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها عليّ في أنفسكم، من أجل لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم
يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله إلى رحالكم؟
أما الشيء الثاني فعجيب: يا معشر الأنصار، أما إنكم لو شئتم لقلتم فَلصدقتم وصدِّقتم،- لو قلتم هذا الكلام فالكلام صح، وأنتم صادقون- أتيتنا مكذباً فصدقناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فأغنيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، فبكوا حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً، وحسماً.
هذه من حنكته، من سياسته، من رحمته، من وفائه، لو أنك كلفت بطبع هذه القصة من سيرته، فهذا موقف النبي عليه الصلاة والسلام.
حينما فتح مكة المكرمة، دعاه سادتها ليبيت عندهم،
قال:
انصبوا لي خيمة عند قبر خديجة
ونام إلى جانب قبرها ليعلم العالم كله أن هذه المرأة التي في القبر شريكته في النصر، بل ركز لواء النصر أمام قبرها.
imgأحياناً تضيق الأمور ويقترب الناس من اليأس، ولنتعلم من تفاؤل النبي الكريم، في أثناء الهجرة تبعه سراقة، ليأخذه، أو ليقتله، ويأخذ مئة ناقة، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً.
صدقوا أيها الأخوة، نقرأ هذه الفقرة من السيرة شيء لا يصدق، النبي الكريم مهدور دمه، ملاحق، والجائزة مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، يقول له النبي الكريم:


يا سراقة، ما قولك إذا لبست سواري كسرى؟
سواري كسرى! ملك الفرس، الدولة الأولى في العالم، أقوى دولة في العالم، والذي حصل أنه جاءت كنوز كسرى في عهد عمر، وقال:
أين سراقة؟
وجاء سراقة وألبسه سواري كسرى، وقال بعضهم:
أُعيرابي من بني مدلج يلبس سواري كسرى؟!.
تفاؤل، الله عز وجل لا يتخلى عنا جميعاً، التفاؤل جزء من الإيمان، لما خرج إلى الطائف، وفي الطائف كذبه أهلها، وسخروا منه، بل أغروا صبيانهم ليضربوه، وضربوه وسال الدم من قدميه الشريفتين، جاءه ملك الجبال، قال:
يا محمد، أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين
فقال:
لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده
هذا الكمال، كمال النبوة.
أيها الأخوة الكرام، حينما عاد من الطائف ولم يؤمن به قومه، بل سخروا منه، بل كذبوه، بل أغروا صبيانهم بضربه، الآن سأله مرافقه سيدنا زيد، قال: يا رسول الله أتعود إلى مكة وقد أخرجوك؟.
إذا ضاقت بنا الأمور في حياتنا الدنيا السيرة منهج لنا.
فقال هذه المقولة الرائعة، قال:
إن الله ناصر نبيه
والحمد الله رب العالمين
منقول عن:
محاضرات وندوات خارجية – أستراليا – الرحلة3 – المحاضرة ( 20 – 25 ) : ذكرى المولد – أخلاقه وشمائله ومواقفه.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2012-02-06 | المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق